• مقال الفرق بين المشكلة العلمية و الإشكالية الفلسفية :
_ ما الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية ؟ .
_ ما طبيعة العلاقة بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية ؟ .
_ مقال حول العلم والفلسفة .
_ مقال حول المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية
_ ما طبيعة العلاقة بين المنهج العلمي والفلسفي في معالجة القضايا المعقدة؟
_ ما طبيعة العلاقة بين المنهج العلمي والفلسفي في معالجة القضايا المعقدة؟
_ كيف يمكن أن تؤثر الأسئلة الفلسفية على تطوير النظريات العلمية؟ .
_ هل يمكن أن تكون الإشكاليات الفلسفية دافعًا للبحث العلمي؟ وكيف؟ .
_ كيف تتداخل الأطر الفلسفية مع النتائج العلمية؟ .
_ ما الدور الذي تلعبه الفلسفة في تفسير النتائج العلمية و تأويلها؟
_ ما الفرق بين المشكلة العلمية التي تتطلب حلاً تقنيًا وبين الإشكالية الفلسفية التي تتطلب تأملًا عميقًا؟
_ كيف يختلف منهج البحث في العلوم الطبيعية عنه في الفلسفة؟
_ هل يمكن اعتبار جميع المشكلات العلمية ذات طابع فلسفي ، أم أن هناك حدودًا لذلك؟
_ كيف تتعامل كل من العلوم و الفلسفة مع عدم اليقين و المجهول؟
_ ما هي الحدود التي تفصل بين الاستنتاجات العلمية و التأملات الفلسفية؟
_ كيف يمكن أن يدعم كل منهما الآخر في فهم العالم ؟
_ هل يمكن أن تكون الإشكاليات الفلسفية دافعًا للبحث العلمي؟ وكيف؟ .
_ كيف تتداخل الأطر الفلسفية مع النتائج العلمية؟ .
_ ما الدور الذي تلعبه الفلسفة في تفسير النتائج العلمية و تأويلها؟
_ ما الفرق بين المشكلة العلمية التي تتطلب حلاً تقنيًا وبين الإشكالية الفلسفية التي تتطلب تأملًا عميقًا؟
_ كيف يختلف منهج البحث في العلوم الطبيعية عنه في الفلسفة؟
_ هل يمكن اعتبار جميع المشكلات العلمية ذات طابع فلسفي ، أم أن هناك حدودًا لذلك؟
_ كيف تتعامل كل من العلوم و الفلسفة مع عدم اليقين و المجهول؟
_ ما هي الحدود التي تفصل بين الاستنتاجات العلمية و التأملات الفلسفية؟
_ كيف يمكن أن يدعم كل منهما الآخر في فهم العالم ؟
![]() |
ما الفرق بين المشكلة العلمية و الإشكالية الفلسفية ؟ |
• طرح المشكلة :
لقد إهتم الإنسان منذ القدم بالمعرفة و أفنى حياته في سبيل الحصول عليها ، فقد كان يتساءل عن مواضيع عديدة في محيطه في محاولة الوصول إلى حل لها ، و إن بداية كل إنجاز إنساني عظيم كان عبارة عن تساؤل ، و قد إتخذ التساؤل منحيين ، إحداهما كان تساؤلا علميا تولد عنه مشكلة علمية و الآخر كان تساؤلا فلسفيا تولد عنه إشكالية فلسفية ، و نرى أن المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية مختلفان من حيث اللفظ اللغوي ، فهل هذا هو الإختلاف الوحيد ؟ ، وما دام أن كلاهما عبارة عن تساؤل ، فأين يشتركان ليتم تصنيفهما تحت خانة التساؤل ؟ ، أو بعبارة أخرى أكثر دقة ، ما الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية ؟ ، و ما طبيعة العلاقة بينهما ؟ .
• محاولة حل المشكلة :
• أوجه التشابه :
تكمن نقاط التشابه بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية في :
_ كلاهما يدفع الإنسان إلى البحث والتقصي و إعماله عقله و يسعى بذلك إلى الوصول إلى المعارف البرهانية و تجاوز الأحكام و المعارف العامية ، بالإظافة إلى ذلك أنهما يعتبران دليلا لعظمة الإنسان و مقدرته في الإجتهاد و السعي لتجاوز جهله .
_ كلاهما له موضوع و منهج خاص به تفرضه طبيعة الموضوع المدروس .
_ كل من العلم و الفلسفة تعبير عن فكر متميز يدحظ الخرافة و يحارب الأساطير التي أثرت سلبا على البحث عبر التاريخ ، و هذا ما فعله غاليلي في مسألة سطحية الأرض و كذلك سقراط عندما حارب خرافات المجتمع اليوناني الذي كان يؤمن بتعدد الآلهة .
_ كلاهما يبدأ بأسئلة تبحث عن تفسير أو فهم .
_ يسعى كل من العلم والفلسفة إلى اكتشاف الحقيقة .
_ تتطور كل من المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية مع مرور الوقت ، الأفكار العلمية تتغير بتقدم الأبحاث و الفلسفة تتطور بناءً على النقاشات والأفكار الجديدة.
_ كلاهما يتضمن النقد و المراجعة ، حيث يتم تقييم الأفكار و النظريات باستمرار .
_ يتأثر كل من العلم والفلسفة بالسياق الاجتماعي و الثقافي ، مما ينعكس على الأسئلة المطروحة و النتائج المستخلصة .
• أوجه الإختلاف :
تختلف المشكلة العلمية عن الإشكالية الفلسفية في مواطن عديدة أهمها :
_ يكون موضوع المشكلة العلمية هو عالم المحسوسات للظواهر الطبيعية و هذا لمعرفة أسبابها و العوامل المتحكمة فيها مثل ظاهرة التركيب الضوئي وهذا بخلاف الإشكالية الفلسفية التي يكون موضوعها الغيبيات أو ما يسمى بالميتافيزيقا مثل الحياة بعد الموت ، أصل الكون ، القضاء و القدر .... .
_ يكون البحث عن حل للمشكلة العلمية وفق منهج يسمى المنهج التجريبي وفق خطوات هي ( عمل خطة ، فرضية ، تجربة ، القانون العلمي ) و تسمى بالدراسة الإستقرائية و بخلاف ذلك يعتمد البحث عن حل للإشكالية الفلسفية على منهج يسمى منهج التأمل و النظر العقلي مستخدمة بذلك النقد البناء و الشك المنهجي .
_ هدف المشكلة العلمية هو الوصول إلى القانون العلمي الذي يصاغ صياغة رياضية ليكون أكثر دقة يقول ماخ : " كلما تكامل العلم قل إستخدامه بمفهومي العلة والمعلولة " ، بينما الفلسفة فهدفها الوصول إلى العلل الأولى للموجودات أو ما يعرف بالأسباب البعيدة أو القصوى .
_ تعتمد دراسة العلم على الإختصاص و هو الإهتمام بمجال واحد في البحث حتى تكون النتائج دقيقة مثل الميكروبيولوجيا بينما يهتم الفكر الفلسفي بقضايا قديمة و جديدة بل و متجددة باستمرار و هذا حسب مقتضيات الانسان المعاصر مثل البيوتيقا و مشكلة المعرفة ، كما أنها شمولية و غير محدودة تتعدد فيها الآراء .
_ إن النتائج في الدراسة العلمية دقيقة و الحلول كثيرا ما تكون نهائية أما في الدراسة الفلسفية فإنها لا تصل إلى نتائج نهائية لأن جوهرها الإختلاف فكل جواب يتحول إلى سؤال جديد ، و في هذا الصدد يقول كار ريسباس " إن أسئلة الفلسفة هي أهم من الأجوبة و كل جواب يصبح سؤالا جديدا " .
• مواطن التداخل :
العلم و الفلسفة هما مجالان يتداخلان في عدة جوانب ، و مواطن التداخل بينهما هي :
_ الفلسفة تسعى للإجابة عن أسئلة وجودية و معرفية ، مثل "ما هو الواقع؟" و "كيف نعرف ما نعرفه؟"، و هي أسئلة تتعلق بمواضيع علمية مثل الفيزياء و علم النفس.
_ الفلاسفة مثل فرانسيس بيكون و كارل بوبر ، ساهموا في تطوير المنهج العلمي و نقده ، مما أثر على كيفية إجراء الأبحاث العلمية .
_ العلم يتطلب اعتبارات أخلاقية ، خاصة في مجالات مثل الطب و علم الوراثة ، حيث تلعب الفلسفة دورًا في مناقشة القيم و الأخلاقيات المتعلقة بالتجارب و البحوث.
_ الفلاسفة مثل توماس كون استكشفوا كيف تتغير النظريات العلمية و كيف تتطور المعرفة ، مما يساهم في فهم طبيعة العلم نفسه .
_ الفلسفة اللغوية تناقش كيفية استخدام اللغة في العلم و كيف تعكس التعبيرات العلمية المعاني المفاهيمية ، مما يؤثر على الطريقة التي نفهم بها النتائج العلمية .
_ الفلسفة و علم النفس يتناولان مواضيع مثل الوعي ، الإدراك ، و العقل ، مما يخلق تداخلًا بين الدراسات العلمية و النظريات الفلسفية.
_ كل من العلم و الفلسفة يسعيان لتفسير الظواهر .
• حل المشكلة :
ختامًا ، يمكننا أن نستنتج أن الفرق بين المشكلة العلمية و الإشكالية الفلسفية يكمن في طبيعة كل منهما وطريقة تناولها . تمثل المشكلة العلمية تحديًا تجريبًا و قياسًا دقيقًا ، مما يساهم في تقدم المعرفة بشكل ملموس و موضوعي ، في المقابل ، تتعامل الإشكالية الفلسفية مع تساؤلات أعمق ، تتعلق بالوجود و المعنى والقيم ، و لا يمكن حصرها في إجابات نهائية أو تجريبية و تتطلب الإشكاليات الفلسفية تفكيرًا نقديًا وتأمليًا ، حيث تفتح المجال لمناقشات واسعة ونقاشات متعددة الأبعاد ، إذن، تكمن أهمية كلا النوعين من المشاكل في دفع حدود المعرفة البشرية ، سواء من خلال الاكتشافات العلمية أو من خلال التأمل الفلسفي ، مما يسهم في إثراء الفكر الإنساني و توسيع آفاق الفهم .